السبت

بعض التجارب في الحياة تؤلمنا ..ولكنها بلا شكٍ تعلمنا


مُنْذُ ان خلق الله  آدم عليه السلام وتكليف الله له وامره ونهيه وتحذيره مرورا بالرسل والانبياء والصالحين والمفكرين والعلماء والمخترعين وصولا الى شخصي وشخصك ومن هو دوننا ان وجد من هو اقل منا حنكه وتدبيرا وحيطه.
من خلال تلك السلسله الممتده عبر السنين والازمنه وتغير المفاهيم نجد شيئا واحد وقع فيه الجميع بدون استثناء .
وهو مرورنا بتجارب مؤلمه وربما تطيش منها العقول وتذهل منها الالباب 
فهذا رسول الله خير الخلق واكملهم عقلا واشدهم صبرا ذاق من الشده في يوم احد مالا يتحمله قائد معركه حينما عصيت أوامره العسكريه فحصلت النكسه ولكنه درس يتعلم منه اي جندي في الميدان.
وقد سالتة عائشة رضي الله عنها :هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟
قال: ( لقد لقيت من قومك ما لقيت وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ) وللحديث تتمه.
هذه تجارب مؤلمه مرت برسولنا وكلنا كذلك نمر بتجارب ولكن بلا شك فهي تعلمنا وتعطينا دروس ورصيد من التجربه يضاف الى خبرتنا في الحياه وان لم نستفيد من اخطائنا وتجاربنا الفاشله وقراراتنا الخاطئه فنحن لن نتعلم الدرس ولن نتعلم من بقية التجارب التي سنقع فيها بلا شك فالحياه مليئه بالتجارب والعقبات والملمات والنكبات وهي دورات تأهيليه
 نتخرج منها اما فاشلين محطمين ان قبعنا في اول حفرة وقعنا فيها اومحترفين في عدم تكرارها وتشريحها لنأخذ منها الفائده ولا نلقي بغثها وسمومها فقد نتعثر بها مرة اخرى
ولكن نضعها نصب اعيننا كتجربه سواء ناجحه او فاشله 
وجرس انذار لكي لا نقع في الخطأ مره اخرى
يقول صلى الله عليه وسلم (  لا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِن جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ ) 
ويقول اهل العلم في تفسيره : هذالحديث لفظه خبر ومعناه أمر، أي ليكن المؤمن حازما حذرا لا يؤتى من ناحية الغفلة فيخدع مرة بعد أخرى ، وقد يكون ذلك في أمر الدين كما يكون في أمر الدنيا وهو أولاهما بالحذر.
والله اعلم واحكم
كتبه / صالح السيد

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

روعة الكلام..اوجزت مافي النفوس، تذهل منها الألباب فعلاً