الثلاثاء

أحذروا الأجوفان




قد يتسائل البعض وما الأجوفان وقبل ان اذكر لكم ما هما ساورد لكم قصة جميله وقعت احداثها امام ناظري ومسمع حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جاء رجل وشتم أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- وآذاه، فسكت أبو بكر ولم يرُدَّ عليه، فشتمه الرجل مرة ثانية، فسكت أبو بكر، فشتمه مرة ثالثة فرد عليه أبو بكر، فقام صلى الله عليه وسلم من المجلس وتركهم، فقام خلفه أبو بكر يسأله: هل غضبتَ علي يا رسول الله فقمتَ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (نزل مَلَك من السماء يكذِّبه بما قال لك، فلما انتصرتَ (أي رددتَ عليه) وقع الشيطان (أي: حضر)، فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان) [أبو داود].


هذا التصرف البسيط من سيدنا ابوبكر يقع فيه جلنا وربما من اول مرة وليس من الثالثه وهو رد فعل طبيعي قد لايستغرب من فاعله ولكن قدوتنا ومعلمنا ومؤدبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اراد ان يرسل من خلاله رساله لكل من اكرمة الله بالانسانيه وبالفصاحه وبنعمة النطق الى كل من يوضف لسانه للسب والشتم والانتقاص والغيبة واكل لحوم المسلمين الى محققين المراكز الاولى في الفحش والبذائه مفادها ان حتى هذه الكلمه محاسبون عليها فقد احضرت عدو الله ابليس ليمارس عمله الرسمي من خلالها وأن اللسان مهلك صاحبة وموردة النار اذا ترك له العنان ولم يلجمة بالتقوى والصمت ان لم يقل به خيرا كماقال صلى الله عليه وسلم ( وهل يكب النَّاسَ في النار على وجوههم -أو على مناخرهم- يوم القيامة إلا حصائدُ ألسنتهم)

هذا فعل اللسان جزء من احد طرفي عنوان موضوعنا وهما الأجوفان الفم والفرج:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ :( تَدْرُونَ مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ ؟ " قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " فَإِنَّ أَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ : الأَجْوَفَانِ : الْفَمُ وَالْفَرْجُ " : " أَتَدْرُونَ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ ؟ " قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " تَقْوَى اللَّهِ ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ ) .




من خلال هذا الحديث العظيم حذر الرسول صلى الله عليه وسلم امته من مغبة الاستهانه بجرم وعواقب هذين العضوين0
فالأجوف الأول به نأكل ونشرب فلننظر ماذا نأكل به ونشرب احلال بين ام حرام 0
وبه ذلك الصغير في جِرمة الكبير في جُرمة اللسان الذي بسببه امات الله الذي مر على القريه فقال انا يحيي الله هذه بعد موتها فكان الرد والحكم سريع وفي لحظته 100 عام من الموت الحقيقي والتحلل ليعيد الله خلقه ويعلم ان الله قادر على كل شيء 0
اللسان الذي بسببه انزل الله هاروت وماروت من الجنه ومن ثم يختارا عذاب الدنيا على الآخرة0
اللسان الذي يلقي بصاحبه سبعين خريفا في هاوية جهنم بسبب كلمة0
اللسان الذي وعد صلى الله عليه وسلم من يضمن له ما بين لحييه جنة عرضها كعرض السماوت والارض0
ومصائب اللسان وزلاته وهفواته لاتعد ولا تحصى ولكي نسلم من شره يجب على الأنسان ألا يتحدث إلا بخير، ويبتعد عن قبيح الكلام، وعن الغيبة والنميمة والفحش، وغير ذلك.
لأنه مسئول عن كل لفظ حيث يسجله الله ويحاسبه عليه، يقول الله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق: 18].
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكَفِّر اللسان (تذل له وتخضع) تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمتَ استقمنا، وإن اعوَجَجْتَ اعوَجَجْنَا) [الترمذي]. ،  وقال الله صلى الله عليه وسلم: (لا يستقيمُ إيمان عبد حتى يستقيمَ قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه) [أحمد].
وأجمل ما قرأته في حقه قال ابن مسعود: والذي لا إله غيره، ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان0


وأما الفرج فلا يخفى جرمة وذنبه وشنيع صنعه على عاقل ويكفيني ان اجمله في قصة هاروت وماروت التي اراها اشتملت على جرم الاثنين معا اللسان والفرج او الشهوه0
فهما ملكين مكرمين عند الله بل من اعبد الملائكه ولكن حينما استكبرت الملائكه ذنوب البشر وعصيانها قالت : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء0
وذلك ان الله نزع من الملائكة الشهوه وجعلها في الانسان 0
فكما ذكر احمد في مسنده : (قال الله تعالى للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض، فننظر كيف يعملون. قالوا: ربنا هاروت وماروت، فأهبطا إلى الأرض، ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر، فجاءتهما فسألاها نفسها. فقالت: لا والله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك، فقالا: والله لا نشرك بالله شيئاً أبداً، فذهبت عنهما، ثم رجعت بصبي تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا: لا والله لا نقتله أبداً، فذهبت، ثم رجعت بقدح خمر تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر، فشربا فسكرا، فوقعا عليها، وقتلا الصبي، ولما أفاقا. قالت المرأة: والله ما تركتما شيئاً أبيتماه إلا قد فعلتماه حين سكرتما، فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فاختارا عذاب الدنيا).

اخواني اخواتي اتقوا الله فيما وهبكم من نعمه واعطاكم حين منع غيركم منها فلا تستخدموها في معصيته والجرأة على محارمة
وفقني الله واياكم الى خشيته وتقاه وان نسلك في طاعته مسالك الصالحين المخبتين0

منيع البوح


هناك 6 تعليقات:

العلم نور يقول...

نسأل الله لنا وإياكم السلامة من النار وحفظ الفم والفرج .. آمين

جزاك الله خير الجزاء يا أستاذي الفاضل وبارك الله فيك ونفع الله بك الأمة الإسلامية العربية.

لك مني كل الود والتقدير على تعطيرنا بقدوتنا وحبيبنا الرسول الحبيب (اللهم صلي على الحبيب).

صالح السيد يقول...

استاذتي الفاضله
الشجرة الأم
اللهم صلي وسلم وزيد وبارك على سيدنا محمد
جزاك ربي خير الجزاء واوفرة ومن عليك بمثل ما دعوتي لي به واحسن اليك كما احسنتي الي بجميل وصلك ودوام تواصلك لاحرمني الله من طيب حضوركم وكرمكم
اسعد الله صباحك بالانوار والبركات
وفقك الله وجرمك على انار

ريحانة الإسلام يقول...

تعجبني طريقة طرحك للمواضيع، فزيادة على المعلومات تستطيع بناء مقال متكامل لا يمل القارئ من انهاءه الى آخر كلمة تكتبها..و هذا جدا مميز

ذكرني حديث الملكين هاروت و ماروت بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : "الخمر أم الخبائث"..فسبحان الله

الأجوفان..أكبر تحد لبني البشر، و أكثر الأسباب تحديدا لمآل الإنسان بعد موته..
كيف لا و..
"إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات ، و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم"

بارك الله فيك أخي و جعلها في ميزان حسناتك
دمت برعاية الله و حفظه

صالح السيد يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
اختي المباركه
ريحانة الاسلام .. جعلك الله من رياحين الجنان
سعيد بتوفيق الله تعالى ان جعلني ذو حظ عظيم بان تكوني من متابعي مدونتي
وجزاك الله خير على ما ذكرتيه وعلى اضافتك الكريمه
وفقك الله وحرمك على انار

zomorrud يقول...

معلووومة قيمة

أسأل الله أن يجعلنا وأياكم ممن يستمعون كلام الله ويتبعون أحسنه


الله يجزااااك كل خير

..

قوااااك الله

التائبه لله يقول...

جزاك الله خير الجزاء