الأربعاء

السلام بريال










اشد ما يضايقني ويضايق الكثيرين هو مشاهدت المتسولين وتكاثرهم وامتهانهم الشحادة كوضيفه او مصدر رزق يكدحون من أجله ويذللون الصعاب ويخترعون من اجله الحيل لأستدرار عاطفتنا بشتى الوسائل الحركيه او الصوتيه او استغلال عاهه او مرض او طفل والتسابق الحثيث في حجز الأماكن خصوصا في المناسبات الدينيه0





واشد من ذلك الماً وضيقاً هو ما نشاهده في مساجدنا فلايكاد المسلمون ينتهون من التسليم من الصلاة الا ونفاجأ بصوت هادر من احد زوايا المسجد او صوت مرتجف ومتقطع والنتيجه نفسها اشغال المصلين عن العباده والتشويش عليهم بخطبهم المكرره المستنسخه التي تطول بشكل ممل لاداعي له فالنتيجه واحده والهدف واضح بمجرد وقوفه فلاداعي في نظري للخطب الارتجاليه الممله المختومه في كل مره ببكاء مصطنع0
وانا الوم كل من يعطي هائولاء لأنهم اتخذوا المساجد لغير ما بنيت له فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد ، فليقل : لا ردها الله عليك ، فإن المساجد لم تبن لهذا " [ أخرجه مسلم أبو داود ]





هذا لمن يسأل الناس ضالته وحاجته فكيف من يسأل الناس اموالهم لذلك أمر الشارع الكريم كل من في المسجد بأن يدعو عليه بأن لا يجد ضالته0
ان التسول اصبح مهنه للكثيرين ولو بحثنا عن الاسباب فهي في البدايه مشكلة وتقصير من المجتمع في اخراج الصدقات والزكوات وتقد المحتاجين وفي نفس الوقت هذا المجتمع نفسه هو من يشجعهم بالعطاء اذا ماوقفوا واستجدوهم بطرقهم المختلفه وكأننا نطالبهم ونجبرهم بالتذلل لنا لأستخراج ما في جيوبنا0
انا لفت نطري ان هناك شريحه اخرى امتهنت التسول وهم عمال النظافه فهم يقفون عند الأشارات وعند واجهات المحلات وفي زوايا واماكن مخصصه لهم ويضل شاخص ببصرة اليك لايحرك ساكن حتى اذا ما التقت العينان ارسل لك ابتسامه خفيفه وسلام مغزاة اخرج ما في جيبك ولو كان ريال وما ان تناوله المقسوم ذهب وكأنه يكمل مهمته في تنظيف الشارع حتى تغادر موقعك فيعود لنفس العمل مع زبون آخر وهذا اسلوب خاص بعمال النظافه وعلى حسب علمي انها ماركه خاصه بهم0



وهناك اسلوب آخر مزعج وهو من بعض الجنسيات الذين يجيدون مهمة الالتصاق بك من كل جانب وهم يكررون نفس العباره الله يخليك الله يخليك0
واعجب ما رأيته هو طريقه خاصه بالمتسولات والمتسولين من اطفال الجنسيه النيجريه عند مخارج الحرم فهم يصطفون جلوس في طابور منتظم بمسافه متقاربه لاتتجاوز الامتار بأعداد قد تتجاوز العشره ويرددون اهازيج تسوليه ذات لكنه خاصه بهم وكانها سمفونيه وهي في نظري الطف وسيله شاهدتها في بلادي0



 واما في اوروبا والغرب عموما فلديهم اسليب راقيه وصامته تذكرني بمسرحيات شارل شبلن فيكتفون بوضع قبعه او اناء ويلوذون بالصمت المعبر او يعزف مقطوعه مسيقيه والرساله واضحه هي نفسها ولكن يختلف الاسلوب0
وبين كل هاؤلاء صاحب الحاجه الصادق الذي لم يعد له مكان بين محترفي النصب والاحتيال فأصبحنا لانكاد نميزهم او ان المجتمع اصبح لايفهم معنى (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لايسالون الناس إلحافا ) فلهم منا كل اعتذار0


 

ليست هناك تعليقات: