الثلاثاء

أنا بالله، وبالله أنا 00 يخلق الخلق وأفنيهم أنا





أنا بالله، وبالله أنا 00 يخلق الخلق وأفنيهم أنا


هذه المقوله المخزية لعن الله قائلها حين اتخذ من الدين ستارا ولباسا فيقتل باسم الدين من يقول لا اله الا الله محمد رسول الله ويسفك الدماء في البيت الحرام وفي الشهر الحرم ولم يترك لكافر من رغبه ولا امنية الا وقد حققها لهم وباسم الدين والدين منه بريء
بهذه العباره التي جهر بها من فوق باب الكعبه الشريفه بعد ان تطوف بالبيت العتيق ممتطياً حصانه حتى تبول امام باب الكعبه بكل كبر وعجرفه وخيلاء في بلد طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه الشريفه وهو يدخلها منتصرا فاتحا ليرفع كلمة الحق ويزهق به الله الباطل
هكذا وقف ابو طاهر القرمطي
ينشد على باب الكعبة يوم الثامن من ذي الحجة سنة 319 هجرية


انا بالله وبالله انا 00 يخلق الخلق وافنيهم انا


وسيوف أتباعه تحصد حجاج بيت الله قتلاً ونهبًا وسفكًا وينادي أصحابه
أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجار، ودكوا أركان الكعبة، واقتلعوا الحجر الأسود
فكان الناس يفرون فيتعلقون بأستار الكعبة فلا يجدي ذلك عنهم شيئا، بل يقتلون وهم كذلك، ويطوفون فيقتلون في الطواف، وقد كان بعض أهل الحديث يومئذ يطوف، فلما قضى طوافه أخذته السيوف، فلما وجب أنشد وهو كذلك:


تـرى المحـبين صـرعى في ديارهم
كفتيـة الكـهف لا يـدرون كـم لبثوا


يقول ابن خلدون في المجلد الثالث من تاريخه، عند ذكره لأحداث العام 319 من الهجرة، عن هذه الواقعة ما يلي:
ثم سار أبو طاهر القرمطي سنة تسع عشرة إلى مكة، وحج بالناس منصور الديلمي، فلما كان يوم التروية، نهب أبو طاهر أموال الحجاج، وفتك فيهم بالقتل حتى في المسجد والكعبة، واقتلع الحجر الأسود وحمله إلى هجر، وخرج إليه أبو مخلب أمير مكة في جماعة من الأشراف، وسألوه فلم يسعفهم، وقاتلوه فقتلهم وقلع باب البيت، وأصعد رجلاً يقتلع الميزاب فسقط فمات، وطرح القتلى في زمزم، ودفن الباقين في المسجد حيث قتلوا، ولم يغسلوا ولا صلي عليهم ولا كُفِّنوا وقسم كسوة البيت على أصحابه، ونهب بيوت أهل مكة


فقتل واصحابه لعنهم الله ثلاثون الفاً من الحجاج وجيران البيت الحرام في الشهر المحرم ليدفنوا في مصارعهم بلا غسل ولا تكفين ولا صلاة بل اكثر من ذلك لقد ردم بجثث المؤمنين بئر زمزم وحمل الحجر الأسود من مكانه إلى مدينة هجر بالبحرين، التي بنى بها القرامطة دارًا سموها (دار الهجرة)
ونزع كسوة الكعبه وقام بتقسيمها على من معه من الزنادقه ولم يتم اعادة الحجر الاسود الى الكعبة الشريفه الا بعد عشرون عاماً أي في عام 339هـ حين فوجيء المسلمون في يوم النحر ( عيد الأضحى ) بزعيم القرامطة سنبر بن الحسن القرمطي يوافي مكة بالحجر الأسود ـ قيل أن الحجر الأسود عاد على ظهر قعود ضعيف فسمن ! ـ فأظهره بفناء الكعبة ومعه أمير مكة . وكان على الحجر ضبات فضة قد عملت عليه من طوله وعرضه ، تضبط شقوقاً حدثت عليه بعد قلعه ، وأحضر معه جصاً يشد به ، فوضع سنبر القرمطي الحجر بيده ، وشد الصانع بالجص ، وقال سنبر لما رده أخذناه بقدرة الله ، ورددناه بمشيئة الله


ومثله من يقتلون اخواننا واخواتنا الموحدين في ارض العراق لا لشيء الآ لانهم من اتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يأتمرون بامره وينتهون بنهيه الذي لا ينطق عن الهوى
هم في كل مكان وزمان شعارهم واحد وملتهم واحده ومسمياتهم كثر يذكر لنا التاريخ انه حينما قام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، في جيشه خطيبا، فحثهم على الجهاد والصبر عند لقاء العدو ـ وهو عازم على الشام ـ فبينما هو كذلك، إذ بلغه أن الخوارج قد عاثوا في الأرض فسادا، وسفكوا الدماء، وقطعوا السبل، واستحلوا المحارم وكان من جملة من قتلوه عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسروه وامرأته معه وهي حامل فقالوا من أنت؟ قال أنا عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنكم قد روعتموني فقالوا لا بأس عليك حدثنا ما سمعت من أبيك فقال سمعت أبي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:


ستكون فتنة، القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي


فاقتادوه بيده فبينما هو يسير معهم إذ لقي بعضهم خنزيرا لبعض أهل الذمة فضربه بعضهم فشق جلده فقال له آخر: لم فعلت هذا وهو لذمي؟ فذهب إلى ذلك الذمي فاستحله وأرضاه وبينما هو معهم إذ سقطت تمرة من نخلة فأخذها أحدهم فألقاها في فمه فقال له آخر: بغير إذن ولا ثمن! فألقاها ذاك من فمه ومع هذا قدموا عبد الله بن خباب فذبحوه وجاؤوا إلى امرأته فقالت: إني امرأة حبلى ألا تتقون الله! فذبحوها وبقروا بطنها عن ولدها
فاجتمع الناس هنالك على علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وبعث إلى الخوارج: أن ادفعوا إلينا قتلة إخواننا منكم… وتقدم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه إليهم فوعظهم وخوفهم وحذرهم وأنذرهم وتوعدهم وقال: إنكم أنكرتم عليّ أمرا أنتم دعوتموني إليه فنهيتكم عنه فلم تقبلوا وها أنا وأنتم فارجعوا إلى ما خرجتم منه ولا ترتكبوا محارم الله فأنكم قد سولت لكم أنفسكم أمراً تقتلون عليه المسلمين والله لو قتلتم عليه دجاجة لكان عظيما عند الله فكيف بدماء المسلمين؟! فلم يكن لهم جواب إلا أن تنادوا فيما بينهم: أن لا تخاطبوهم ولا تكلموهم وتهيؤا للقاء الرب عز وجل: الرواح الرواح إلى الجنة وتقدموا فاصطفوا للقتال وتأهبوا للنزال… وأقبلت الخوارج يقولون: لا حكم إلا لله الرواح الرواح إلى الجنة…. فصاروا صرعى تحت سنابك الخيول وقُتل أمراؤهم… وجعل علي رضي الله عنه يمشي بين القتلى منهم ويقول : بؤساً لكم لقد ضركم من غركم…
ولما هزم الخوارج جعل الناس يقولون: الحمد لله يا أمير المؤمنين الذي قطع دابرهم فقال علي رضي الله عنه :
كلا والله إنهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء


صدقت وربي ابا الحسن انهم لفي اصلاب الرجال ينبتون كما تنبت خضراء الدمن في كل خربه وفي كل ارض فسد مائها وقل دينها وضعف رجالها
فتطل علينا رؤسهم كانها رؤس الشياطين فيستحلون الدماء المحرمة وينتهكون الاعراض
وشعارهم
أنا بالله، وبالله أنا 00 يخلق الخلق وأفنيهم أنا




هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

جزاك الله خير